جرافيك
تعتبر زينب حبيب من الكوادر الشبابية الوطنية التي تعمل بجهد وإخلاص، ومن خلال عزيمتها وتفوّقها في حياتها العلمية والعملية، استطاعت أن تحقق النجاح وأن تضع لنفسها بصمة مهنية راقية واحترافية في مجال التصميم الجرافيكي، عبر إنتاج هويات بصرية ومحتوى إبداعي يعكس رؤية عصرية ويحافظ على الأصالة في الوقت ذاته.
صوت بصري هادئ في إيقاع متسارع
في مشهدٍ إعلامي يتسارع فيه الإيقاع، تبرز زينب حبيب كصوتٍ بصري هادئ وواثق، يمزج بين حسِّ الفنانة وصرامة المصممة. تعرف زينب نفسها بأنها «فنانة شغوفة، إيجابية واجتماعية ومبدعة»، وقد صاغت هذا التعريف عبر سنواتٍ من التعلّم والعمل والتطوّع، لتصبح اليوم نموذجًا لمصمّمةٍ شابة توظّف أدوات التصميم لخدمة الحكاية الإنسانية والمؤسسية على حدٍّ سواء.
من المعمار إلى الجرافيك: تكوين العين ووعي المساحة
وُلد شغف زينب بالتكوين واللون مبكرًا، لكنه تكرّس أكاديميًا عبر بكالوريوس التصميم الداخلي من جامعة البحرين؛ خلفيةٌ منحتها عينًا دقيقة للمساحة والنِّسَب والإضاءة، وهي مفاهيم تهاجر بسلاسةٍ من المعمار إلى الجرافيك حين تُعاد صياغتها على سطحٍ بصري مسطّح. وإلى جانب ذلك.
واصلت زينب تطوير أدواتها بحصولها على دبلوم مهني في التصميم الجرافيكي عبر التعلّم عبر الإنترنت (Shaw Academy)، لتجمع بين التأسيس الأكاديمي والدُّربة العملية المتواصلة.
رحلة الخبرة: محطات صنعت الأسلوب والمحفظة
على مستوى الخبرة، راكمت زينب محطاتٍ متنوّعة صقلت أسلوبها وأغنت محفظتها البصرية. بدأت كمصمّمة جرافيك في Cartoon Planet، ثم انضمّت متدرّبة إلى WCM Agency وAMG – Al Bayan Media Group، قبل أن تعمل مصممة إعلانات لدى Ammar Optician Company، وتخوض تجربة التدريب مع جمعية البحرين للفن المعاصر، وتتجاور هذه الخبرات مع مساهماتٍ تطوعية مستمرة في مركز الحجر لتمكين الشباب، إلى جانب عملٍ حرٍّ متصل، ثم محطةٍ محورية في Overdot Interior Design Studio حتى عام 2025. هذا التدرج بين وكالاتٍ تجارية ومؤسساتٍ ثقافية ومبادراتٍ شبابية منح أعمالها تنوّعًا في الأسلوب والوظيفة؛ من الهوية البصرية إلى المواد الترويجية، ومن الحملات المؤسسية إلى الفنّ المعاصر.
فلسفة العمل: التصميم تواصل قبل أن يكون تجميلًا
تؤمن زينب بأن التصميم فعلُ تواصلٍ قبل أن يكون تجميلًا؛ لذلك تظهر في سيرتها مجموعة من السمات الشخصية والمهنية التي تصنع فارقًا في بيئة العمل: العمل بروح الفريق، التنظيم، التوجّه نحو الأهداف، والقدرة على التواصل الفعّال. هذه المهارات الناعمة تتجاور مع مهاراتٍ تقنيةٍ راسخة في أدوات التصميم، وتُترجم في منتجٍ بصري واضح الرسالة ودقيق التفاصيل.
وراء الكواليس: اهتمامات تصنع الذائقة
بعيدًا عن الاستديو، تميل زينب إلى الرسم والقراءة والسفر والعمل التطوعي؛ وهي اهتماماتٌ لا تخفي أثرها على ذائقتها: الرسم يدرّب اليد والعين، والقراءة توسّع الخيال اللغوي الذي يغذّي السرد البصري، والسفر يفتح نافذةً على ثقافاتٍ وألوانٍ ومساحاتٍ جديدة، فيما يعيد العمل التطوعي وصل التصميم بقيمه الإنسانية الأولى.
لغة تتخطّى الحدود
لغويًا، تمتلك زينب رصيدًا متعدّد اللغات يشمل العربية والإنجليزية والإسبانية، ما يسهّل عملها مع فرقٍ وأسواقٍ متنوعة، ويزيد من مرونة إنتاج محتوى بصري ملائم لجمهورٍ عابرٍ للحدود.
المعنى قبل الشكل
في المحصلة، تقدّم زينب حبيب نموذجًا للمصممة التي لا تكتفي بإتقان البرامج، بل تشتغل على «المعنى» قبل «الشكل». إنها تنظر إلى كل مشروعٍ بوصفه فرصةً لبناء علاقةٍ أوضح بين المؤسسة وجمهورها، وبين الفكرة وصورتها، مستندةً إلى مسارٍ أكاديمي متين، وخبراتٍ متنوّعة، وشغفٍ لا يهدأ بالتعلّم والعمل المشترك.